الجمعة، 9 ديسمبر 2011

مليونية "حراسة الثورة".. لم يحضر أحد فى الميدان أو "فيس بوك" و"تويتر".. غاب المتظاهرون والمنصات والمسيرات.. وحضر الباعة الجائلون.. و"فرحات": المجلس الاستشارى "صورى" بدون صلاحيات


غاب المتظاهرون.. وغابت المنصات.. وغابت المسيرات.. وحضر الباعة الجائلون فى مليونية "حراسة الثورة"، وظهرت خيام متناثرة يسكنها عدد من المعتصمين، وقليل من المتظاهرين، يقابله عدد كبير من الباعة الجائلين.. هذا هو المشهد فى مليونية "حراسة الثورة" التى دعا إليها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وعدد من القوى السياسية والائتلافات الثورية.

ساد الهدوء أرجاء ميدان التحرير منذ الصباح فى مليونية حراسة الثورة، حيث ظل عشرات المعتصمين بخيامهم فى ظل توافد ضئيل للغاية لعدد من المتظاهرين، وعدم وجود أى منصات تابعة لأى حركة أو تيار سياسى فى غياب تام لأى مظهر من مظاهر المليونية، وشهد ميدان التحرير توافد أعداد كبيرة من الباعة الجائلين الذين انتشروا بشكل كبير فى الميدان، فيما اختفت أى مسيرات أو تجمعات بالميدان، كما كان يحدث من قبل.

يأتى ذلك فيما خلت مداخل ومخارج ميدان التحرير من اللجان الشعبية، بينما تواجدت المنصات الحديدية لمنع دخول السيارات والحافلات، ولوحظ أن بعض المعتصمين بدءوا فى مغادرة الميدان، وقاموا بطى خيامهم وتعبئة أغراضهم فى حقائبهم، استعدادا للعودة إلى منازلهم، وقامت سيارات النظافة التابعة لمحافظة القاهرة بتنظيف الميدان من القمامة المنتشرة الكثيفة التى انتشرت فيه بشكل كبير.

وألقى الداعية الإسلامى محمد فرحات خطبة الجمعة على العشرات من المتظاهرين وسط هدوء حذر فى جميع أرجاء الميدان، واستنكر فرحات خلال خطبته قيام المجلس العسكرى بتشكيل مجلس استشارى، واصفا إياه بمجلس "طراطير"، حيث إنه سيكون غير ملزم على الإطلاق للمجلس العسكرى، وآراؤه ستكون استشارية فقط، وعن مجلس الشعب القادم قال، لن تكون له أى صلاحيات، وهو الأمر الذى أكده ممدوح شاهين فى تصريحاته، مفسراً ذلك أنه سيكون استجابة للضغط الأمريكى الصهيونى بأن يصبح مجلس الشعب مجلس بدون صلاحيات حتى لا يحكم الإسلام البلاد.

ووجه فرحات رسالة للمجلس العسكرى قائلا لهم: "أنتم فاشلون فى الأداء ولا تستطيعون إدارة الشأن المدنى وعليكم أن تعودوا إلى ثكناتكم" ومتابعا: "إننا أعطيناكم فرصة للحكم العلمانى والليبرالى فلم لا تمنحوا فرصة للحكم الإسلامى".

وأضاف فرحات أن مجلس العشب القادم سيكون مجلسا صوريا ليس له أى سلطة، كما استنكر حكومة الإنقاذ الوطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزورى، مؤكدا أن الجنزورى كان من بين مجلس وزراء للنظام السابق.

وأوضح فرحات أن ميدان التحرير هو الميدان الذى به حرية مصر وشعبها، ومن خلاله سيتم الحصول على حقوق الشعب المصرى، منتقدا تغيب الشعب المصرى عن الميدان، وتجاهلهم له قائلا لهم، إن ميدان التحرير هو الذى حرركم من أمن الدولة الذى كان يعتقل المواطنين كالدجاج فى السجون"، مطالبا معتصمى التحرير الاستمرار فى الاعتصام، وأضاف أنه تم إنشاء لجنة تنسيقية لإدارة الميدان تنبثق منها إدارة امن وإعاشة وصحة.

يأتى ذلك بالتزامن مع قيام مواطن بتوزيع منشور أثناء خطبة الجمعة يطالب المتظاهرين بالعودة لبيوتهم، ومشيرا فى البيان الذى قام بتوزيعه إلى أن مصر مهددة بالتقسيم، ولابد من تفويت الفرصة على من يريدون الوقيعة بين أبناء الشعب.

وأكد المواطن الذى يدعى الدكتور عماد حمدى مهنا فى منشوره أن ما يحدث الآن المراد منه الصراع الداخلى وانتشار الفوضى فى مصر، كما حدث بالعراق وليبيا وسوريا واليمن، وسوف يكون للدول الغربية الحجة للتدخل فى شئون البلاد وإسقاط الجيش، مما سيؤدى إلى تقسيم مصر ويدعو لعدم الصدام مع المجلس العسكرى.

وقابل المتظاهرون رأى الرجل وكلامه بالاعتداء عليه، متهمينه بأنه موال للمجلس العسكرى، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب وطاردوه حتى ميدان طلعت حرب.

يأتى ذلك فيما توافد العشرات على ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة فى غياب كامل للشخصيات العامة والقوى السياسية، كما غاب أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، رغم تأكيد الشيخ على مشاركته فى جمعة اليوم، فيما بدأ المتظاهرون بتشكيل لجان شعبية تتكون من فردين تقريبا على بعض الشوارع مثل طلعت حرب وقصر العينى، وبجوار مسجد عمر مكرم.

من جانب آخر اعتدى بعض المتظاهرين على إحدى المتظاهرات بعد مطالبتها لبعض الشباب الذين يهتفون بهتافات مسيئة للمشيرة بعدم التلفظ بألفاظ مسيئة، نظرا لوجود وكالات أجنبية، الأمر الذى رفضه المتظاهرون وحاولوا الاعتداء عليه وتدخل البعض لحمايتها وأدخلوها إحدى المحال التجارية.


وفى ظل غياب التجمعات الكبيرة عن ميدان التحرير بسبب الانشغال بالاستعداد للجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التى تدخل ضمنها محافظة الجيزة التى يخوض فيها عدد كبير من شباب الثورة المنافسة على المقاعد الفردية تجاهل موقعا التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر اللذان كانا من أهم الوسائل التى حشدت الشباب وأشعلت ثورة 25 يناير.
فقد كان تركيز الصفحة الرسمية لائتلاف شباب الثورة على الفيس بوك على عمل دعاية انتخابية لعمرو عز الذى يخوض الانتخابات على مقعد الفئات بإمبابة والوراق، وكذلك خالد تليمة، وإسلام لطفى، والإعلان عن المؤتمرات الانتخابية لتحالف الثورة مستمرة.

ونشرت صفحة حركة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" دعوة عن تنظيم وقفة اليوم بشارع القصر العينى ضمن حملة "أفرجوا عن مصر"، بينما اكتفت الصفحة الرسمية لحركة شباب 6 إبريل بكتابة الجمل الثورية وعبارات السخرية على الوضع الحالى فى البلاد، وكذلك الأمر بالنسبة لمجموعة الجمعية الوطنية للتغيير.

وكانت صفحات المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية مغيبة تماما عن أحداث الجمعة حتى بالمتابعة وانشغلت بالدعاية والتنويه عن أنشطة أصحابها، حيث نشرت صفحة عمرو موسى صورا له وسط الآلاف من مؤيديه بعين شمس، فى حين أعلنت صفحة محمد سليم العوا عن عقد ندوة له، وهو ما انطبق على صفحة محمد البرادعى، وعبد المنعم أبو الفتوح، بينما قامت صفحة حمدين صباحى بوضع فيديو يوضح تاريخه، فى حين أعلنت بثينة كامل عن حفلة توزيع جوائز مسابقة المحارب المصرى التى سوف تقوم بتقديمها اليوم.

وكان الحضور الوحيد لجمعة "حراسة الثورة" موجوداً فقط على الصفحة الرسمية لحازم صلاح أبو إسماعيل أكثر المرشحين تواجدا بميدان التحرير منذ اندلاع الثورة والذى قام بنشر بيان عبر صفحتيه على تويتر وفيس بوك يوضح أسباب النزول إلى التحرير اليوم، والمتمثل فى حراسة الثورة والنقاش حول الوضع النهائى الذى يجب أن تسير إليه البلاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق